النص الكامل لرسالة الحبيب بورقيبة إلى المفتي الحاج الأمين الحسنً
سماحة المجاهد الإسلام الأكبر محمد الأمين الحسنً دام للعروبة كهفا !
السالم علكم و رحمة هللا و بركاته، و بعد، فقد تسلمت بد الاجال والتعظيم كتابكم المٔورخ في 12 محرم الحرام سنة 1631، فأشكركم على عطفكم و ٕإحساساتكم النبيلة نحو العبد بصفة خاصة و نحو القضية المغربة بصفة عامة، جازاكم هللا عن الإسلام والعروبة ألف خر وأمدكم بنصر من عنده، وقد تحادثت مع المكرم السيد رمزي الجاقً و الدكتور سعد توفق، واطلعت على نسخة المذكرة التي قدمتموها للمراجع المحورة في خصوص القضية المغربة، فٕاذا موقفكم هو نفس الموقف الذي وقفته أنا في مفهماتً مع الوزارة الخارجية الطالة في الموضوع فقد جاء في التقرر الذي قدمته إلي الكومندور ملنً بتاريخ 12 ينار الجاري مالً بالحرف الواحد » إن الشعب التونسي ما زد عن العشرين عاما وهو جاهد في سبل استقلال أي في سبل شرفه و عزته وحقه في الحياة، فهو الرضى حنٔيذ بالتعاون مع أي دولة الى تعترف له بالاستقلال ألنه رى الحياة بدون شرف الموت أفضل منها، لذلك أرى من حسن التوفيق لو تبادر حكومة جلالة الملك قبل أي تفاوض ببان موقفها في هاته المعضلة بصورة واضحة وجلة، فتعلن بمعية حكومة ألمانا تصرحا على نمط الذي شمل البلاد المصرة « .
ان تصرحا كهذا كفي وحده للقضاء على تهم الدعاة المضادة و تبدد المخاوف من الذهان، بلٕ لأغالً ٕاذا قلت أن هذا التصريح جعل حال من الشعب التونسي حلفا طبعا لدول المحور. على أنا هذا العمل ال أراه ستلزم اليوم تذلل صعوبات بالغة ، ان استقلال تونس نتيجة لزوم هزم فرنسا، فمن البدهً أن فرنسا وقد جردت من كل قوة مسلحة لم بق لها حق وال قدرة على حماة غرها، فمعاهدة باردو التي فرضتها على تونس بقوة السلاح أصبحت و الحالة ما ذكر لغوا ملغا، الأمر الذي نجم عنه رجوع الدولة التونسية إلي ما كانت عله قبل تلك المعاهدة فكون قد رجع ٕاليها كامل استقلالها بين الدول.
فالتصريح الذي أشر ٕاله حنٔيذ الى في الحقيقة على تسجل و ٕاقرار ظاهرة واقعة بالنسبة لفرنسا نتيجة هزمتها، بهذا السلوك فسح المجال وتسنى لحكومة جلالة الباي وقد استرجعت سادتها الداخلة و الخارجة أن تتفاوض مع حكومة اطالا إلجاد تعاون متن معها، قد تسع لجمع المادن حتى العسكري منها، ان الشعب التونسي اذاك صر مستعدا لتقدم أعظم التضحيات في سبل انتصار المحور، ٕاذ كون موقنا أن جهاده وتضحاته في سبل تفوق دولة او كتلة دول أجنبة على غرها، وٕانما الاستبقاء على أعز عزز لده ال وهو استقالله الذي ال كون مضمونا والحالة هاته الى بانتصار دول المحور.
اما التعاون فما بعد الحرب فال صعب ضبط نطاقه بما الءم مصلحة الطرفين، ٕان ما أظهرهٔ الشعب التونسي من التفهم لمصالح الجاليات الأجنبية المشروعة لكفل بٕانجاح المفاهمات في ذلك وتسرها إلي أحسن ما رام، ذلك أن الشعب التونسي لم قاوم طيلة السنن العديدة الى الإرهاب الساسة والاستغلال لاقتصادي الذين كان ولم زل ضحتهما فهو الضمير حقدا والجفاء نحو الجانب بل طالما رغب من عنداته وبمحض ٕارادته في تعاون نزه صادق مع الشعوب التي سبقته في سلم التطور أو كانت أرقى منه صناعة وعلما، اعتقادا منه أن تنمة الثروة العامة بمفعول هذا التعاون صره نتفع بما وصل ٕاله الغرب الوروبً من مختلف الرقً، وله ما كفي من النضج الساسة لدرك أن الحياة ال تستقم له في عزلة عن دول البحر المتوسط، وانه لم زل لمدة طولة مفتقرا الخصين لاستكمال جهزه الاقتصادي ، بل له من التبصر بالواقع الملموس ما كفه بالتسلم بان الطالا بتونس مصالح خاصة حوة من الوجهة الاقتصادية والإستراتجية والعمرانية، فمصلحته البعيدة تفرض عله مراعاتها واقامة الوزن لها مل لم تمس طبعا باستقال وسادته.. الخ، ثم تعرضت لمسألة احتلال التراب التونسيٕ من طرف الجنود المحورة و أشرت بوجوب ٕاجالائها بعد الحرب بصفة تدرجية على نسبة تقدم الجيش التونسي – الذي كون قد عهد أمر تدربه و تنظمه إلي ضباط اطالن – في طرق الاعتداد بنفسه للدفاع عن البلاد و الاتفاق الامن الان على تاريخ كون قد انتهى النجالء عند حلوله « .
هذا أهم ما جاء في الالٔيحة التي قدمتها إلي السلطة الاطالة في الشروط التي أراها الزمة إيجاد أساس متن، تقام عله بن اطالا وتونس ساسة تعاون مثمرة بعدة المدى مع الاحتراز في تنفذها علىٔ وجوب التحصل على موافقة أمر البلاد الشرع صاحب السمو سدي وموالي محمد المنصف باشا باي الذي له الحق وحده في التعاقد باسم الدولة التونسية. وأظن أن موافقة الحكومة الطالة على هاته الشروط أمر صعب ألسباب التخفي على سماحتكم، والذي أشعرنً به الكومندور ملنً هو أن الصعوبات من الجانب الألمان نظرا للموقف الذي وقفه الفوهر ٕازاء حكومة فشً الفرنسة ووعده الصرح بٕإرجاع إمبراطورتها بعد ٕاطراد القوات االنجلوسكسونة منها، فأجبته بكل صراحة أنه تعذر الجمع بن رضا حكومة فرنسا و عطف الشعب التونسي خاصة و الشعوب المغربة عامة، ألن تلك الشعوب التي طالما قاومت السلطة الفرنسة وهً في عنفوانها و جبروتها ال ترضى أن تعمل و تضحً لإرجاعها لما كانت عله، هذا و قد أشعرت الكومندور المذكور عند ذلك برغبتً في الاجتماع بالسلط الألمانية ببرلين أحاول ٕإقناعهم بوجوب اتخاذ ساسة تحررة نحو الشعوب المغربة تضمن لدول المحور الانتصار على أعديهم في المنطقة الفرقة فحسب بل و حتى في المناطق الأخرى سما بعد ما اتضحت سوء فرنسا وبان تالعبها وٕاضمارها السوء بدول المحور، و امنً نفسً ٕان اجب طلبً بالاجتماع بسماحتكم و التفاهم معكم في شٔوون بلاد المغرب التي هً جزء التجزؤ منٔ البلاد العربة، وعله فٕانً أومل من سماحتكم السعً من جهتكم و بما لدكم من النفوذ لتذلل الصعوبات التي ذكرها ملنً حتًى طمين خاطر الشعوب المغربة خاصة و العرب عامة من نوا المحور وبالخصوص اطالا، فمكن لها الدخول معها في مدان العمل الجدي قبل فوات الأوان واثقة من مستقبلها، وٕان تفضلتم بٕاقناع المراجع العلا ألألمانية بوجوب سفري إلي برلين في القرب العاجل أكون لكم من الشكر.
وختاما أكرر لكم تشكرات أصالة عن نفسً عن بقة رفاقً فردا فردا، وأقدم تحياتً واحتراماتً مع رغبتً الشددة في لقاء سماحتكم في الفرصة ألأولى والسالم عليكم ورحمة لله وبركاته.
Laisser un commentaire